”مروة” هزمت ”الكرسي المتحرك” بشغف صاحبة الجلالة
الأكثر مشاهدة
الأحلام لا تعرف المستحيل، ترجمت الفتاة العشرينية تلك المقولة إلى واقع وبرهنت أن الإعاقة ليست في الجسد، بل طارت بأحلامها من فوق الكرسي المتحرك لتحلق في أروقة مهنة البحث عن المتاعب بشغفها للعمل الصحفي، أُغُلقت العديد من الأبواب في وجهها، لكن "مروة رشدي" كانت تمتلك مفاتيح الأمل التي ساعدتها على تحدي الصعاب.
حلم الإذاعة
هدفت "مروة" منذ نعومة أظافرها أن تكون مذيعة، وسعت لتحقيق هذا الهدف من خلال الالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وأتي عام التخرج لتنقلب الموازين رأسًا على عقب، وتعرضت الفتاة صاحبة العشرين عام آنذاك إلى حادثة سير في الفصل الدراسي الثاني للسنة النهائية لها.
"كسر في العمود الفقري، أدي إلى كدمة شديدة في النخاج الشوكي"، هكذا تحدثت "مروة" عن الإصابات التي تعرضت لها عقب الحادث، الذي منعها من المشي وجعلها تستخدم الكرسي المتحرك، وبعودة ذاكرة الفتاة إلى الخلف لعام 2014، قالت أنها لم تستلم للألم ولكنها استكملت دراستها عبر المستشفى واجتازت امتحانات الفصل الدراسي الثاني للسنة النهائية، وتخرجت من الكلية بتقدير جيد.
حرصت الفتاة خريجة قسم الإذاعة والتلفزيون، على التدريب منذ أن كانت طالبة، وبعد الحادث بعدة أشهر طرقت باب العديد من الأماكن ذات الصلة بالشأن الإعلامي بمختلف تخصصاته لمدة عام كامل، ولكن قوبل طلبها بالرفض "حركتك ديه عمرها ما هتخليكي تشتغلي في مجالك وشوفي كول سنتر"، وكانت رده على نصحها بترك المجال الإعلامي والذهاب إلى العمل بمجال خدمة العملاء "أنا لما هفكر هفكر برجلي ولا بدماغي".
"مصراوي" وتحويل الحلم لواقع
وكان موقع "مصراوي" التابع لمجموعة أونا، هو المنقذ لأحلام الفتاة التي تريد أن تصير مذيعة، ووقف القدر بجانبها فطرحت امرأة سؤالا على مجموعة "جروب" على موقع "فيسبوك"، وقامت مروة بالإجابة على السؤال، وكانت صاحبة السؤال هي زوجة الإعلامي ورئيس مجموعة أونا للصحافة والإعلام "مجدي الجلاد"، ومن هنا بدأت تتواصل معها وأعلنت زوجة "الجلاد" على صفحتها ذات مرة أن قسم المالتيميديا به فرص عمل، فلم تتردد مروة وقدمت.
فتاة تجلس على كرسي متحرك، سأل"الجلاد" عن سبب مجيئها، وفور إجابتها قام بعمل مقابلة العمل لها بنفسه، وكانت نتيجة المقابلة الثناء على قدرات مروة على صعيد العلمي والعملي .
"هتعرفي تيجي الشغل كل يوم؟"، كان هذا السؤال الأخير لمروة من قبل الجلاد لكي يتم الموافقة على عملها معدة بالقسم، فجاوبت بأنها تستطيع أن تأتي يوميا من مدينة نصر محل سكنها إلى المهندسين مكان عملها الجديد دون مصاحبة أحد.
"ظابط ونصف مليون بنت" باكورة الأعمال
"أنتي لما بتحبي حاجة بتعمليها على أكمل وجه وأنا بحب دا"، بدأت العمل في موقع مصراوي منذ شهر، وكان أول تقرير لمروة بعنوان "ظابط ونصف مليون بنت" الذي ذاع صيته على مواقع التواصل الاجتماعي، ويسرد قصة الضابط "مينا سمير"، ضابط بقوات الأمن المركزي، والذي يعمل مدربًا في أوقات فراغه، أُشتهر بلجوء البنات إليه إلكترونياً لحمايتهم من المتعقبين أو المضايقات الإلكترونية.
فلم يعوقها الكرسي المتحرك من النزول إلى الشارع وإجرء التقارير الصحفية المصورة، بل لم تقف عند هذا الحد بل ذهبت خارج العاصمة وانتقلت إلى محافظات أخرى مثل محافظة الإسكندرية "الدكتور بيقلي إزاي عارفة أنك اتشليتي وبتضحكي، أنتي إزاي كدا."
تنوعت تقاريرها لتسلط الضوء على العديد من القضايا الهامة والفئات المهمشة مثل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وركزت خلال حوارها مع "احكي" على الطاقة الإيجابية التي تستمدها من خلال زملاؤها في الموقع التي وصفهم بالرائعين.
ووجه الإعلامي مجدي الجلاد في مداخلة هاتفية في إحدى البرامج التلفزيونية رسالة إلى مروة، قائلاً: "أنا فخور بمروة ومتوقع أن تكون وأحدة من أحسن الصحفيات في مصر، لأنها تمتلك طموحًا كبيرًا، وستكون رئيسة تحرير، وهتكون مكاني في يوم من الأيام."
وعن رحلة علاجها، بينت أنها مستمرة في إجراء العلاج الطبيعي، وتبحث عن كثب عن آخر ما توصل له الأطباء في جميع أنحاء العالم من أجل معرفة ما توصل إليه المجال الطبي لمرضها، وأوضحت حتى الآن كلها تجارب ولكن لا يوجد عملية لها حتى الآن ولكنها لا تفقد الأمل وعلى يقين أنها ستقف يوما ما.
" أقف تاني"، كانت الأمنية التي اختتمت بها مروة حديثها، وإلى جانب ذلك تريد أن تصبح مذيعة مؤكدة على أنها بدأت في تحقيق ذلك الحلم.
الكاتب
سمر حسن
السبت ٢٥ مارس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا